مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
التشنجات والحركات اللاإرادية للجسم تعتبر من أعراض متلازمة «توريت»، وهو اضطراب غريب صعب الفهم يتم غالبا ربطه بكثير من الاضطرابات الدماغية. لكن التشنجات اللاإرادية قد تظهر في أمراض أخرى.
الدكتور روبرت إيه. كينغ والدكتور جيمس إف. ليكمن، وهما خبيران في متلازمة «توريت» بمركز دارسة الطفل بجامعة ييل، انضما مؤخرا إلى مدونة الاستشارات للرد على أسئلة القراء المتعلقة بالمتلازمة.
وفي هذا المقال يردان على استفسارات القراء عن التشنجات اللاإرادية، والرعشات، ونتف الشعر اللاإرادي واضطرابات الأكل.. وغيرها من الأمراض التي قد ترتبط بمتلازمة «توريت».
ما نوع الحركات اللاإرادية الأخرى التي لا تشخص على أنها متلازمة «توريت» Tourette’s syndrome؟
- تتضمن متلازمات الحركة اللاإرادية الأخرى عادة، التشنج الحركي أو الصوتي المزمن chronic motor or vocal tic disorder. والعنصر المهم في كلتا هاتين المتلازمتين هو استمرار التشنجات اللاإرادية لأكثر من عام.
ومن الشائع أيضا أن تستمر التشنجات لدى الأطفال في بعض الأحيان لبضعة أيام أو أسابيع، وبعد ذلك تذهب ولا تتكرر.
وتصنف هذه الحالة حاليا بأنها «اضطراب حركي لا إرادي انتقالي أو عابر» «transient tic disorder».
وبطبيعة الحال، إذا انتابت الطفل الصغير حالة تشنج جديدة مرة واحدة، فمن الصعب في ذلك الوقت معرفة ما إذا كانت سوف تتلاشى نهائيا (وبالتالي يمكن القول إن ذلك كان مجرد اضطراب حركي لا إرادي عابر) أم ستستمر أو تتكرر.
وفي هذه الحالة، إذا استمرت لمدة سنة على الأقل، ستكون فيها مواصفات اضطراب حركة لا إرادي مزمن.
أما بالنسبة للتشنجات اللاإرادية التي استمرت لأقل من عام، فعند تشخيصها سنغير اسم «الاضطراب الحركي اللاإرادي العابر» إلى «الاضطراب الحركي اللاإرادي المؤقت»، وذلك طبقا للطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العصبية DSM-V الجديد، الذي يستخدمه الأطباء لتصنيف الاضطرابات العصبية.
ويمكن استخدام التصنيف «اضطراب الحركات اللاإرادية، أو الاضطرابات غير المحددة» للإشارة إلى أية استثناءات، مثل الحالات النادرة التي تصبح فيها التشنجات اللاإرادية واضحة في البالغين لأول مرة، بعد أن تجاوزوا سن 18 عاما.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك ما يسمى «اضطرابات الحركات اللاإرادية الثانوية»، التي تكون فيها التشنجات اللاإرادية عرضا من أعراض حالة عصبية كامنة.
وعلى الرغم من أن العرض التقليدي لمتلازمة «توريت» من غير المحتمل أن يتم بسبب بعض الظروف الأخرى، فإنه ربما تتطلب حالات أكثر تعقيدا أو حالات شاذة تقييما من قبل طبيب الأمراض العصبية لاستبعاد الأسباب الأخرى.
رمش لا إرادي
في إحدى الحالات يرمش الشخص بعينه بطريقة لا إرادية. إنها ليست رمشه سريعة، ولكنها نوع من الرمش القوي، حيث يغلق عينيه تقريبا.
ويقول إنه يفعل ذلك منذ أن كان طفلا. هل هذا مجرد تشنج؟ أم يمكن أن يكون نوعا خفيفا من متلازمة «توريت»؟ كما أنه يتنحنح بصورة عشوائية، ولكنه لا يقوم بذلك كثيرا. ما أصل هذه المشكلة؟
- كما أشرنا، هناك مجموعة من اضطرابات التشنج المزمن، بما في ذلك اضطراب الحركة المزمن. وهناك أيضا حالة تسمى تشنج الجفون blepharospasm التي من أعراضها الرئيسية تكرار الرمش اللاإرادي القوي أو المتقطع أو إغلاق العينين بصورة كاملة.
وإذا كان الشخص المعني بالسؤال يعاني فعلا من التشنجات الحركية والصوتية، فمن المحتمل أن يشخص على أنه مصاب بمتلازمة «توريت»، حتى لو كانت هذه الأعراض التي يعاني منها لا تعوق حياته اليومية.
وكثير من الناس يعانون من تشنجات حركية وصوتية مزمنة، بما في ذلك كثير من الأطباء والموسيقيين والرياضيين الناجحين.
اضطرابات الأكل
هل هناك أي علاقة بين «توريت» واضطرابات الأكل؟
- ليس شائعا أن تصاحب متلازمة «توريت» باضطرابات في الأكل، ولكن ربما توجد بعض روابط أقوى متعلقة بآليات عمل الدماغ أو ربما الخصائص الوراثية. ويظهر الوسواس القهري Obsessive-compulsive disorder (O.C.D) غالبا بين أفراد أو أسر يعاني أفرادها من متلازمة «توريت»، كما أنه يمكن أيضا أن يظهر لدى أفراد وأسر لا توجد بها سابقة عن تشنجات لا إرادية.
ويزداد معدل ظهور حالات فقدان الشهية العصابي anorexia nervosa، والوسواس القهري، واضطراب التشوه الجسدي body dysmorphic disorder، ويكون لدى الأفراد الذين يعانون من فقدان الشهية في كثير من الأحيان أعراض أخرى غير مرتبطة بالغذاء أو أعراض الوسواس القهري.
وفي الاضطرابات الثلاثة، يمكن أن يسيطر على المرضى قلق مفرط وإحساس بأن شيئا ما «على غير ما يرام» ويظلون منشغلين في محاولة تصحيح ذلك الأمر.
يضع الأطفال الذين يعانون من الوسواس القهري أو اضطرابات القلق الأخرى في بعض الأحيان قيودا على ما يأكلون أو يتوقفون عن تناوله، لكن ذلك يرجع إلى خوفهم من الاختناق أثناء الأكل أو إلى شكل الطعام بالنسبة لهم وليس بسبب رغبة في أن يكون نحيفا أو أي من الأمور التي تتعلق بشكل الجسم التي تكون منتشرة بين الذين يعانون من فقدان الشهية.
هوس نتف الشعر
أعاني من هوس نتف الشعر، الذي سمعت أنه قد يشبه اضطرابات متلازمة «توريت». ودائما ما أتساءل: هل هناك محاولات طبية لتقييم ودراسة ما إذا كانت أساليب العلاج والأدوية تجاه كل منهما، لها نتائج وفوائد متشابهة. على سبيل المثال، أكدت دراسة صدرت مؤخرا عن باحثين بجامعة مينيسوتا أن استخدام دواء «إن إيه سي» (إن – أستيلسيستين ) NAC[N-Acetylcysteine] يقلل بدرجة كبيرة من هوس نتف الشعر، لذلك أتساءل: هل تمت تجربة ذلك أم ستتم تجربته مع أشخاص يعانون من متلازمة «توريت»؟
- ناقشنا من قبل العلاجات المتعددة التي يتم تقييمها بالنسبة لكل من التشنجات اللاإرادية واضطرابات الوسواس القهري.
وللدكتور مايكل بلوش في جامعة ييل حاليا دراسة أخرى عن استخدام أدوية «إن إيه سي» (أو إن أستيل) لعلاج هوس نتف الشعر. وبالإضافة إلى ذلك، نحن بصدد البدء في دراستين أخريين عن التشنجات اللاإرادية المرتبطة بالوسواس القهري ومتلازمة «توريت».
الرعشة الأولية
أود معرفة إن كانت هناك علاقة بين متلازمة «توريت» والرعشة الأولية. فقد قيل في تشخيصي إنني أعاني من الرعشة الأولية في الرأس والعنق.
ولكني مع ذلك أعاني من بعض التشنجات اللاإرادية الثانوية وأود معرفة: هل يعتبر ذلك نوعا بسيطا جدا من متلازمة «توريت»؟
ومن المثير للاهتمام أنني عندما كنت أنصت إلى بعض من يتحدثون عن أوضاعهم ازدادت تشنجاتي سوءا. وكما ذكر عدد من المرضى الآخرين فإن هذه التشنجات تسوء في حالة وجود ضغوط أو في حالة التعب والإرهاق.
- هناك فرق كبير مهم بين متلازمة «توريت» والرعشة الأولية essential tremor. فالرعشة تكون في أسوء حالتها أثناء القيام بسلوك موجه، مثل محاولة الوصول إلى شيء ما. وعلى النقيض من ذلك، فإن التشنجات الشديدة لمرضى متلازمة «توريت» غالبا ما تختفي بشكل مؤقت خلال القيام بسلوك موجه الذي يتطلب تركيز الانتباه والسيطرة على الحركة، مثل اللعب على آلة موسيقية.
وبالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يسبق التشنجات اللاإرادية الحركية والصوتية تحفيز عن طريق الحواس التي يصعب وصفها تقل للحظات بأداء الحركات اللاإرادية، في حين لا يوجد أي تحذير حسي قبل الرعشة الأولية.
هل هناك ارتباط بين داء رقص سيدنهام ومتلازمة «توريت»؟
- ربما، لأنهما ينطلقان على الأرجح من دارات التوصيلات نفسها الموجودة في الدماغ. ويعاني كثير من مرضى سيدنهام Sydenham’s Chorea أيضا من التشنجات اللاإرادية وأعراض الوسواس القهري.
وداء سيدنهام هو مظهر متأخر للحمى الروماتيزمية، وهو الآن نادر في الولايات المتحدة، ولكنه لا يزال شائعا في أنحاء أخرى من العالم.
هذا الارتباط هو أيضا المكان الذي فيه تبدأ قصة «اضطرابات الأطفال العصبية والنفسية الذاتية المرتبطة بالتهابات المكورات العقدية streptococcal infections».
ومع ذلك، فهناك أيضا اختلافات واضحة؛ إذ إنه لا يوجد أي دليل على أن معظم الأفراد الذين يعانون من التشنجات اللاإرادية أو الوسواس القهري، مصابون أو أصيبوا بمرض الحمى الروماتزمية، وكثير ليس لديهم أي صلة على ما يبدو بالتهابات المكورات العقدية.
مرض كاواساكي
ابني يعاني من نوع معتدل من متلازمة «توريت» وكذلك من بعض الوسواس القهري وهو في سن الـ14.
لقد تحاشيت إعطاءه العقاقير النفسية. ومع ذلك، سمعت أن هناك صلة واضحة جدا بين المكورات العقدية المتبقية والناشطة وبين متلازمة «توريت».
وبدأت معاناته من متلازمة «توريت» خلال نوبة من مرض كاواساكي Kawasaki disease، وتقلص عدد نوبات التشنج اللاإرادية هذا العام عندما بدأ في تناول مضادات حيوية.
ما رأيك في ما يتعلق بالارتباط بين المكورات العقدية واضطرابات الأطفال العصبية والنفسية الذاتية المرتبطة بالتهابات المكورات العقدية ومتلازمة «توريت»؟
- مرض كاواساكي هو اضطراب مثير للاهتمام، لأنه يبدو أنه ينطلق من آليات تشمل الالتهابات أو الردود المناعية الذاتية، كما لوحظ في مناقشتنا للمكورات العقدية واضطرابات الأطفال العصبية والنفسية الذاتية المرتبطة بالتهابات المكورات العقدية.
من الممكن أن يحدث ذلك مع بعض الأطفال، ويرتبط بدء حدوث التشنجات اللاإرادية أو زيادتها بالالتهابات والمناعة، والضغوط غير المحدد لمرض خطير.