ما هو الفرق بين المنتجات الغذائية العضوية والتقليدية؟
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
الدراسات المقارنة بين المنتجات الغذائية، النباتية والحيوانية، الطازجة والمعلبة، ليست جديدة، وسبق لبعضها أن تحدث عن تضاؤل الفروق بينها، إلا أن الدراسة الألمانية الأخيرة شملت عددا كبيرا من المواد أولا، ثم إنها قارنتها بأكثر من 80 دراسة أجريت في السنوات الثماني الأخيرة وتوصلت إلى نتائج قريبة.
والنتيجة الواضحة هذه المرة، وباستخدام أرقى تقنية مختبرية تعتمد التحليل المجهري وأجهزة الاستشعار البيولوجية، هي أن المواد الغذائية العضوية (الطبيعية) لا تتفوق على غيرها من الناحية الصحية، وإنما من الناحية البيئية فقط.
مع ذلك فهناك نتيجة أخرى مشجعة للطرفين، ومفادها أن المواد الغذائية، سواء العضوية أو التقليدية منها، سجلت تحسنا ملحوظا من ناحية المحتويات ومن ناحية ندرة المواد الحافظة ومن آثار المواد المبيدة للحشرات والآفات الزراعية.
وواقع الحال أن سمعة المواد الغذائية العضوية بلغت أعلى مقاييسها بين السكان الألمان في السنوات العشر الأخيرة، وتشير إحصائية دائرة البيئة الاتحادية إلى أن 94% من العائلات الألمانية كانت في عام 2009 تشتري، بشكل ثابت، واحدة من المواد العضوية بشكل مستمر على الأقل.
وصارت محال بيع المواد الغذائية الطبيعية تنتشر وتتوسع «مثل الفطر» حسب وصف ألفونسو إجيليرا من «معهد فحص المواد الألماني».
والدراسة التي أجراها خبراء المعهد المذكور على المواد، من ناحية المحتويات والجراثيم والطعم والرائحة، تقول أإن المنتجات العضوية ليست أفضل من المنتجات التقليدية رغم أن سعر الأخيرة ينخفض بنسبة 30-50% عن أسعار الأولى.
وشمل الفحص 249 مادة بيولوجية و1007 مواد غذائية «تقليدية» مطروحة في السوق، وشملت المواد الطازجة والمعلبة والمجففة .. إلخ وحسب نظام العلامات التي يمنحها المعهد، نالت 45% من المواد التقليدية علامة «جيد أو جيد جدا» مقابل 41% من المواد العضوية المماثلة. وإذ نال 15% من المواد التقليدية درجة «ضعيف» نالت نسبة 14% من المواد العضوية هذا التقدير. والفرق كما هو ظاهر قليل.
«أوهام صحية»
تفوقت المنتجات الغذائية الطبيعية من ناحية قلة المواد الحافظة فيها، مع ملاحظة أن نسب المواد المحافظة، ونوعيتها، لم تتعد حدود المقبول صحيا وقانونيا في المواد التقليدية.
وانعدمت المواد الحافظة وآثار المواد المبيدة للحشرات في المواد الطبيعية نسبة 95%، وخصوصا في الخضراوات والفواكه والشاي، لكنها كانت ضمن الحدود الأوروبية في المواد التقليدية، وبنسب لا تؤثر على صحة الإنسان.
ولا يمكن لعلماء معهد فحص المواد، على أساس هذه النسب، إسداء النصيحة للمواطن بضرورة التحول إلى المواد الغذائية الطبيعية.
وفي الطعم والرائحة نالت المواد الطبيعية درجات أقل من المواد التقليدية، كما كانت هناك آثار جراثيم أكبر فيها، لكنها بكميات أبعد بكثير من أن تؤثر في صحة المستهلك. وتنطبق النتائج الأخيرة على المواد الغذائية الخاصة بالأطفال أكثر من غيرها.
واعتبر المعهد الحديث عن المواد الطبيعية اليوم كأغذية أكثر فائدة لصحة الإنسان «واحدا من الأوهام» بعد تحسن أساليب الرقابة وحفظ الأغذية.
والمهم هنا هو أن المواد الطبيعية لا تحتوى على مواد مضادة للتأكسد أكثر من المواد التقليدية، وهي نتائج توصلت إليها دراسة إنجليزية سابقة أيضا.
ومعروف علميا أن المواد المضادة للتأكسد تعمل على معادلة «الجذور الحرة» التي تدور في الدم والتي يعتقد أنها تلعب دورا مهما في نشوء الأمراض السرطانية.
ورغم كل شيء فقد كان هناك جانب إيجابي آخر في الدراسة يصب في مصلحة الإنتاج البيولوجي، وهو أن المواد العضوية مواد «طبيعية» فعلا، تمت زراعتها وتحضيرها دون استخدام المواد الإضافية والحافظة، وكان سمك السولومون، كمثل، خاليا من المواد الضارة وتمت تربيته فعلا في أحواض طبيعية.
وينطبق ذلك على المواد الطبيعية الطازجة والمحفوظة على حد سواء. من ناحيته انتقد ألكسندر غريز، من اتحاد منتجي المواد العضوية، الدراسة وقال إنها أحادية الجانب.
وحسب رأيه فإن القائمين على الدراسة لم يأخذوا الضرر على البيئة في عين الاعتبار، لأن إنتاج المواد الطبيعية لا يضر بالبيئة.
ورد عليه ألفونسو أجيليرا بالقول إنه «لا يشتري المواد الغذائية الطبيعية لأنها أفضل أو أصح من المواد الغذائية التقليدية، وإنما لأنها أكثر رأفة بالبيئة».
جدير بالذكر أن اتحاد حماية المستهلك أجرى دراسة مماثلة عام 2002 على 52 مادة بيولوجية وتقليدية وكانت النتائج متماثلة تقريبا، عدا أن المواد العضوية كانت أقل جودة منها الآن.