الأطباء يقرعون ناقوس الخطر و يحذرون من استغلال المرضى بالترويج لأعشاب و مستحضرات تضر ولا تعالج
"أرقام المرض خطيرة، وتشير الدراسات التي أجرتها جهات مختلفة، ونحن منها إلى وجود أكثر من مليون ومئة ألف مصاب في سورية، وثلث هذا الرقم هم ممن لا يعرفون أنهم مصابون،
وبدراسة أخرى قمنا بها بلغت نسبة المصابين بين 10 – 12 % من عدد السكان".
الكلام للدكتور غازي نيازي رئيس الجمعية السورية لداء السكري والتغذية في حلب، ويضيف "كل هذه المعطيات تدفع لوضع سياسة وطنية، للتعامل مع هذا الخطر الذي يهدد المجتمع ويحتاج إلى مواجهة شاملة" وليس مصادفة ان تستضيف سوريا احتفالية يوم السكر العالمي الذي ترعاه الأمم المتحدة، فقد تخطت الإصابة فيها النسبة العالمية بـ5%، وليس عبثا ان تكون الاحتفالية بحلب فثلث المصابين في سوريا منها.
الأطباء قلقون..
يثير ارتفاع نسبة المرضى في سورية بشكل كبير عن المستوى العالمي المقدر بــ5% قلق المختصين،إذ أن المرض لم يعد يصيب فقط الأغنياء كما كان في بداية القرن الماضي.
وعن سبب تفاقمه وانتشاره يقول الدكتور نزار الباش " أصبح يصيب كل الفئات العمرية بما فيها المواليد الجدد، وتلعب عوامل الوراثة، والتغذية دوراً كبيراً في ذلك .إلا أن أنماط التغذية الحديثة هي السبب الأكبر في انتشار المرض بهذا الشكل الجارف، والاعتماد على الوجبات السريعة، و المشروبات الغازية، والسكرية، والسمون، والزيوت المهدرجة، وضعف الوعي الصحي، ونمط الغذاء بشكل عام، كلها تسهم بدرجات متفاوتة في انتشار المرض، الذي تصل نسبته في بعض البلدان العربية إلى 15 - 20 % من السكان كما في الإمارات العربية المتحدة، والسعودية، ومعظم دول الخليج" .
ويتابع الباش " الخطير في قضية مرض السكر هو وجود بعدين فيه بعد مرضي بحت، وبعد مجتمعي،الأول يتميز بأن هذا المرض ذو طابع شامل، فهو يتسبب في حزمة من الأمراض، تبدأ من الرأس، وتنتهي في القدمين، فالسكر يتسبب بارتفاع ضغط الدم واحتشاء الدماغ والعضلة القلبية والقصور الكلوي ويتسبب بالإصابة بالعمى ولا ينتهي الأمر عند إصابة أعصاب الأقدام التي تنتهي بقطع القدم المصابة "
ويضيف الباش أن " المعاناة الفردية من المرض بكل أشكاله الوعائية والجهازية وغيرها تضاف على معاناة الأسرة ككل وفي المحصلة فإن المجتمع بأسره يتضرر من الكلف المرهقة لهذا المرض مادياً واجتماعياً، وفي كل الأحوال فإن درهم وقاية خير من قنطار علاج.
وثلث المصابين بحلب
ويعتبر مرض السكر من الأمراض الخطيرة، التي تتحمل الدولة جزءاً من تكاليف علاجها، عن ذلك يقول الدكتور "عمار طلس " مدير صحة حلب " يبلغ عدد المرضى المستفيدين من برنامج السكر لدينا 25 ألفاً من مختلف الشرائح العمرية حيث يتم تغطية تكاليف المرض للأطفال بنسبة 100 % ولباقي لأعمار بنسبة 75% ويبلغ عدد مراكز السكر في المحافظة 14 مركزاً ثلاثة منها في الريف وأحد عشراً في المدينة موزعة على سائر المناطق".
وحول التسجيل فيها قال طلس " تكفي مراجعة المراكز ليتم إضافة المريض إلى قائمة المستفيدين من البرنامج، و يقدر حجم إنفاق مديرية الصحة في حلب على هذا المرض بخمسين مليون ليرة ".
و بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري أقامت الجمعية السورية لداء السكري والتغذية، بالتعاون مع مديرية صحة حلب، والاتحاد العالمي لداء السكري، يومين احتفاليين لنشر التوعية الصحية حول هذا المرض، وإجراء اختبارات مجانية لتحديد نسبة السكر، وقد تم توزيع آلاف النسخ من المطبوعات المتعلقة بالموضوع، وإجراء حوالي 4000 اختبار للمواطنين في ساحة سعد الله الجابري .ومساء الأربعاء 14 تشرين الثاني تمت إضاءة قلعة حلب التاريخية باللون الأزرق وهو اللون المختار لمرافقة شعار الحملة الدولية على هذا المرض، وترافق ذلك مع إضاءة 120 موقعاً حول العالم . واكتظت الخيمة على مدار الساعة بالمواطنين، الذين فضلوا المشاركة في هذا النشاط، حيث تم توزيع المنشورات المتعلقة بالمرض، وإجراء اختبار لكل مواطن يرغب في ذلك، يليه رد على استفساراته في ضوء نتيجة الاختبار.
وتهدف الجمعية السورية لداء السكري والتغذية بالاشتراك مع مديرية الصحة في حلب من نشاطهما المشترك إلى نشر ثقافة صحية سليمة لمواجهة هذا المرض، الذي بات يطلق عليه داء "القرن الحادي والعشرين "، و" داء العصر".
ويشرح الدكتور " غازي نيازي " رئيس الجمعية السورية لداء السكري والتغذية في حلب أهداف الجمعية في هذا النشاط، فإلى جانب إحياء اليوم العالمي لداء السكري بالاشتراك مع دول العالم،تهدف الجمعية إلى" تنبيه المواطنين إلى المخاطر الجسيمة الناتجة عن هذا الداء،ونشر ثقافة صحية تعرف به،وبأسبابه وبطرق الوقاية،والعلاج، والتركيز على الوقاية لأنها أفضل بكثير من العلاج الملف جداً، وهي تقي من الوقوع فيه، وتوفر المبالغ الطائلة التي تتكبدها العائلات والمجتمع والدولة معاً "
جهات تستغل المرضى
وفي يوم
افتتاح الاحتفالية الذي حضره محافظ حلب الدكتور " تامر الحجة " قدم أطباء الجمعية شرحاً لنشاطهم، ودعوا لوضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة هذا المرض، وأثاروا قضية العلاجات غير المنطبقة على أصول المهنة الطبية، والتي تحفل بها الجرائد الإعلانية.
وقال الدكتور" نزار الباش "رئيس تحرير مجلة السكر التي تصدرها الجمعية "تستغل جهات كثيرة شيوع المرض، وقلق المرضى، وتوقهم للخلاص منه، فيتم الإعلان عن أعشاب، وطرق، وأدوية تقضي على المرض، وكل ما ينشر في الوسائل الإعلانية تلك غير صحيح، ويساهم في بقاء المرض،وإلحاق الضرر بالمريض، ولقد طرحنا بروشورات تنبه إلى ضرورة عدم الوثوق بتلك الإعلانات "
وطلب الدكتور "الباش" من المحافظ " الحجة " منع تلك المطبوعات الإعلانية من نشر الإعلانات الاحتيالية حول المرض وعلاجه،الأمر الذي عقب عليه المحافظ بالطلب من الجمعية تعيين طبيب مختص، لكي يتم عرض هذه الإعلانات قبل نشرها للتأكد من مدى مطابقتها للفن الطبي.
وطالب المحافظ بأن يكون الاحتفال القادم باليوم العالمي لمرض السكر في الأحياء الشعبية التي ينتشر فيها المرض أكثر من غيرها حسب الإحصائيات والدراسات التي تقوم بها الجمعية ومديرية الصحة .من جهة أخرى قال المحامي خالد السعيد "إن قيام أي جهة غير طبية وغير مصرح لها بمزاولة مهنة الطب أو الصيدلة بوصف العلاجات و طرح أي مستحضر دوائي وغير مرخص باستعماله يعرض صاحبها للمساءلة القانونية وهذا جرم جزائي يعاقب عليه "
وأضاف المحامي السعيد " منع تلك الإعلانات خطوة تقلل من حجم استغلال المريض، وعلى النقابات والجمعيات المختصة أن تقدم شكوى أو إخباراً للنيابة العامة تطلب منها تحريك الدعوى العامة بحق من يقوم بذلك، القانون لا يعترف لهؤلاء بأي حق في تقديم العلاج أو ممارسة مهنة الطب "
مواجهة عالمية للمرض
في العشرين من كانون الأول عام 2006، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً تاريخياً ، وهو الأول من نوعه ينص على وصف مرض السكري بالمرض المزمن والخطير، و أنه يتطلب علاجاً مكلفاً.
ورأت الجمعية العامة في يوم السكري العالمي يوماً ترعاه منظمة الأمم المتحدة سنوياً ابتداءً من عام 2007، وبات 14 تشرين الثاني تاريخاً ثابتاً له. و القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة جعل دول العالم أكثر إدراكاً لخطورة السكري الذي أظهرت آخر الإحصاءات أن أكثر من 240 مليون شخصاً في العالم يعانونه، وحذرت دراسات أخرى من وصولا هذا الرقم الى380 مليون في غضون عقد واحد والخطير في القضية أن الأطفال والمراهقين يشكلون نسبة عالية من المصابين، ويبدو حسب الدراسات التي أجريت أن تشخيص هذا المرض لدى الأطفال يكون في مراحل استفحاله، لا قبل ذلك، أو لا يتم أبداً، ما يؤدي إلى العديد من الوفيات بينهم، ولا سيما في دول العالم الثالث.
وقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة عامي 2007 و2008 لمحاربة هذه الظاهرة، واختارت شعار (لا يجب أن يموت أي طفل من مرض السكري).
واعتبر الدكتور " غازي نيازي " أن الشرائح العمرية كلها باتت في دائرة المرض، وأن الفحص المستمر، وإجراء الاختبارات، يمكن من حماية الأطفال بشكل كبير، و التنبه للمرض قبل استفحاله، وهذا شيء مهم عند الأطفال الذين لا يكتشف المرض عندهم على في مرحلة متأخرة . وحسب الدراسات الحديثة فإن نسبة إصابتهم به قد ارتفعت نحو 3% في العام للنوع الأول، ونحو 5% في العام للنوع الثاني، والسكري في حياة الطفل أكثر خطورة منه في حياة البالغ، إذ يؤثر على نموه ونشاطه.
لذا تطمح حملات التوعية في العالم إلى محاربة تأثيرات النوعين الأول والثاني من مرضى السكري، بهدف منع حدوث التعقيدات في حالة المريض، أو حدوث وفيات بسببه.ومن المتوقع أن يتسبب السكّرِ خلال العام 2007م في حدوث 3,8 مليون حالة وفاة(أي حوالي 6% من الوفيات في العالم)، وهو نفس رقم الوفيات الذي يشكله مرض الإيدز.
ما هو السكري ؟
يعتبر
داء السكري من الأمراض المزمنة التي تحدث نتيجة لوجود خلل في إفراز أو عمل الأنسولين في الجسم.
والأنسولين عبارة عن هرمون يفرز من غدة البنكرياس، ويساعد خلايا الجسم على استهلاك سكر الجلوكوز من الدم في إنتاج الطاقة للجسم. والإصابة بالسكري نوعان: النوع الأول لا يفرز البنكرياس فيه كمية كافية من الأنسولين، أو لا يفرز الأنسولين أبداً.
والنوع الثاني يعاني الجسم فيه من عدم القدرة على التعامل مع الأنسولين المتوافر بشكل عادي.
وهناك مرضى مصابون بكلا النوعين، والمصابون بالنوع الأول يجب أن يحقنوا أنفسهم بالأنسولين يومياً ويشكلون 10% من مرضى السكري.
أما المصابون بالنوع الثاني من السكري، يشكلون 90% من مرضى السكري عادة ما يصف لهم الأطباء الأدوية التي تؤخذ عبر الفم، ويطلبون منهم ممارسة الرياضة، وخفض الوزن، وضبط نوعية الطعام، ومواقيته، و يرجح الأطباء بعد دراسات كثيرة أن ينتقل النوع الثاني من جيل إلى جيل ضمن العائلة الواحدة.
لكن هنالك عوالم مساعدة في انتشاره، وهي ارتفاع نسبة (التريغليسيريد) في الدم ،واعتماد الأطعمة الدهنية بكثرة، وشرب الكحول، والوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية وقلة الحركة، والبدانة وارتفاع الوزن .
وأعراض المرض بنوعيه تبدأ من الشعور الدائم بالتعب الجسدي، والعطش الدائم والتبول المتكرر، وانخفاض الوزن غير المبرر وبشكل سريع، وتناول الطعام بكثرة،والإصابة بالالتهابات، ولا سيما في اللثة والجلد والمسالك البولية، ولاتنتهي بالحالة الذهنية المشوشة وضعف التركيز والتوتر النفسي دون سبب، وتشوش في الرؤية.
هل فكرت بإجراء الاختبار ؟
ويقول الدكتور "ماهر طلس" كل إنسان عمره فوق الــ 50 سنة، أو لديه ارتفاع ضغط شرياني، أو يوجد لديه قصة عائلية، أو لديه شحوم ثلاثية، أو يشكو منالبدانة، عليه أن يجري تحليل سكر صيامي مرة في السنة على الأقل، وانتشار داءالسكري يسبقه مرحلة يختل فيها استقلاب سكر الدم دون أن تظهر أعراض السكر، وهذا ما يسمى بعدم تحمل السكر ويمكن أن يكون عدم تحمل السكر على الصيام أي صباحاً
وقبل تناول أي شيء، ويجب أن تكون النسبة بين 100 – 126 ملغ /100 مل، ويمكن أن يكون عدم تحمل السكر بعد الصيام ويتم الاختبار بعد تناول الطعام بساعتين والنسبة الطبيعية هي بين – 140 – 199 ملغ / مل .
وعندما تتجاوز النسب المعطاة الحدين السابقين فهذا يعني أن الشخص مريض بالسكر" ويتابع الدكتور طلس "العلاج ليس معقداً كما يظن، مريض السكر بحاجة إلى المشي 30 دقيقة و الإكثار من تناول السلطات دون زيوت، ووجبات الخضار المطبوخة مع الفواكه يمكن لهذه الحمية أن توقف تطور هذه الحالة إلى سكر صريح وبذلك يقي جسمه من اختلاطات السكر المتعددة، جلطة دماغية، احتشاء في القلب، قصور في الكليتين، العمى، نقص تروية الدم في القدمين.
رسالة برنامج السكري في مديرية صحة حلب درهم وقاية خير من قنطار علاج، والبرنامج يعالج المرضى السكريين، ويقوم بإجراء التحاليل لهم مجاناً "ودعا الدكتور طلس المرضى للتسجيل فوراً في مراكز السكر المنتشرة في المدينة والريف