نصائح طبية لتجنب حدوث السكتات الدماغية
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
نوبات نقص تروية الدم العابرة (transient ischemic attack)، أو اختصارا (TIA)، بحاجة إلى تسمية جديدة. كما أن اسمها الدارج حاليا وهو «السكتات الدماغية الصغرى» (mini-stroke) لا يبدو مناسبا تماما. فكلتا التسميتين تقدمان افتراضا بأن الحالة صغيرة وعابرة، أي أنها مشكلة سوف تمر ويمكن التعايش معها حتى مجيء الوقت الذي يمكن التعامل معها.
نوبة عابرة ومستمرة
ولكن المطلوب فعلا هو اسم يعبر عن حالتها الملحة وضررها، لأن نوبة نقص تروية الدم العابرة، غالبا ما تكون متبوعة بسكتة دماغية شاملة. ولذا فإن الحصول على تشخيص سريع ومعالجة فورية ـ في غضون دقائق من حدوث النوبات العابرة، حسبما أمكن ـ سيقلل من احتمالات التعرض للسكتة الدماغية.
وعموما فإن هناك القليل من الاختلاف بين نوبة نقص تروية الدم العابرة وبين أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعا، أي السكتة الناجمة عن نقص تروية الدم. إذ إنهما متشابهتان في مظهرهما، وتثيران نفس الشعور، وتنجمان عن نفس السبب، جلطة دموية، أو شظية تناثرت من ترسبات الكولسترول سدت مجرى الدم في شريان يغذي جزءا من الدماغ.
إلا أن الأمر الأكبر الذي يفصل ما بين النوبة العابرة والسكتة الدماغية هو المدة التي تستغرقها كل منهما، فنوبة نقص تروية الدم العابرة تستغرق وقتا قصيرا، إذ تضمحل خلال ساعات، إن لم يكن دقائق، فيما تستمر السكتة الدماغية لأكثر من 24 ساعة.
أعراض انسداد الشريان
ويمكن أن يتسبب انسداد مجرى الدم في أي من الأعراض التالية:
ـ التنميل أو الضعف في الوجه، الذراع، الرجل، خصوصا في أحد جانبي الجسم.
ـ عدم القدرة على تحريك الأصابع، اليد، الذراع، أو الرجل.
ـ التشوش المفاجئ.
ـ صعوبة في النطق أو في فهم ما يقوله الآخرون.
ـ مشكلة في الإبصار بإحدى العينين أو بكلتيهما، أو السمع بإحدى الأذنين أو كلتيهما.
ـ الدوار، مشكلات في المشي، أو فقدان التوازن وعدم تنسيق الحركات.
ـ صداع سريع وشديد.
وفي حالات النوبات العابرة فإن الانسداد يكون صغيرا أو خفيفا، بحيث تتمكن نظم الجسم من إصلاح الضرر وإعادة فتح الشريان، الأمر الذي يقود إلى انتهاء الأعراض. أما الانسدادات الأكبر والأطول زمنا فإنها تقود إلى السكتات الدماغية.
معالجة سريعة
وقد أدى عدم توفر المعلومات الخاصة بالتأثيرات بعيدة المدى لنوبات نقص تروية الدم العابرة إلى عدم توافق التصورات الطبية حول أفضل وسائل معالجتها. وترجح نتائج دراستين أطلق عليهما «SOS-TIA» و«EXPRESS»، كفة الميزان نحو ضرورة اتخاذ قرارات سريعة.
وفي الدراسة الأولى «SOS-TIA» خصص باحثون فرنسيون عيادة في مستشفى في باريس، تعمل على مدار اليوم لتقييم ومعالجة أي شخص يتعرض لما يعتقد بأنه نوبة نقص تروية الدم العابرة خلال ساعات معدودات من وقوعها. وظهر أنه لم يتعرض لسكتة دماغية خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة سوى 1 في المائة فقط من الذين راجعوا العيادة.
وهذا أقل بكثير من النسبة المتوقعة التي تعتمد على العلامات التي ظهرت على المرضى، والأعراض ومجمل صحتهم، وهي نسبة 6 في المائة.
وأظهرت دراسة «EXPRESS» التي أجريت في مدينة أكسفورد البريطانية نتائج انخفاض دراماتيكي أيضا في عدد السكتات الدماغية. فمن بين الأشخاص الذين تم الاعتناء بهم بسرعة، نتيجة الاعتقاد بتعرضهم لنوبة نقص تروية الدم العابرة، تعرض 2 في المائة فقط لسكتة دماغية خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة، مقارنة بنسبة 10 في المائة من الذين راجعوا العيادة بعد عدة أيام إلى أسبوعين بعد تعرضهم للنوبة العابرة.
تغيير العادات
ورغم أن من المستحيل درء حدوث كل السكتات الدماغية بعد وقوع نوبة نقص تروية الدم العابرة، فان بمقدورنا أن نحسن أوضاعنا. إلا أن ذلك سيحتاج إلى العمل على ثلاث جبهات:
ـ التعرف على الحالة، فمعرفة العلامات والأعراض الخاصة بنوبة نقص تروية الدم العابرة، هي الخطوة الأولى نحو تحويلها فعلا إلى مسألة عابرة.
ـ الاستجابة. إن كنت تعتقد أنك، أو أي شخص قربك، قد تعرضت لنوبة نقص التروية الدموية العابرة أو لسكتة دماغية، سارع بالاتصال لطلب الإسعاف الطبي.
وإن كنت تعرضت لسكتة دماغية فإن وصولك إلى المستشفى خلال 60 دقيقة يؤهلك للحصول على جرعة من دواء لتفتيت الخثرات الدموية، الأمر الذي سيقلل إلى حد كبير من الأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية. وإن تعرضت لنوبة نقص تروية الدم العابرة فإن التشخيص سيساعدك في درء وقوع السكتة الدماغية.
ـ إعادة التنظيم. لا يوجد حتى الآن إلا القليل من المراكز المخصصة للسكتة الدماغية داخل المستشفيات التي يمكن فيها تقييم حالات الأشخاص المعرضين لنوبات عابرة أو سكتات دماغية. وهناك توجه لإنشاء مثل هذه المراكز، إلا أن ذلك لن يحدث بسرعة.
توصيات
تقدم جمعية القلب الأميركية وجمعية السكتة الدماغية الوطنية التوصيات التالية لدرء السكتة الدماغية بعد حدوث نوبة نقص التروية الدموية العابرة:
ـ إجراء تقييم سريع، ويفضل أن يكون في خلال الـ12 ساعة الأولى من ظهور الأعراض.
ـ إجراء مسح مصور تشخيصي في نفس اليوم.
ـ اهتمام ومتابعة متواصلة بضغط الدم، الكولسترول، السكري، الارتجاف الأذيني في القلب، والأمراض الأخرى.
ـ التحكم في عوامل الخطر مثل التدخين، السمنة، والخمول البدني.
ـ تناول الأسبرين، الأسبرين زائدا «ديبيريدامول» (dipyridamole)، (أغرينوكس ـ Aggrenox)، أو «كلوبيدوجريل» «clopidogrel» (بلافيكس ـ Plavix)، لدرء تشكيل خثرات دموية جديدة.
ـ الجراحة (استئصال بطانة الشريان السباتي ـ carotid endarterectomy)، أو علاج الشريان «endovascular therapy» (إزالة تضيق الشريان مع / أو من دون وضع دعامة فيه)، بهدف فتح الشريان السباتي المتضيق أو المسدود.