مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
مقدمة :
يعتبر ارتفاع الضغط الشرياني أحد أهم الأمراض في العصر الحديث لعدة أسباب :
- انتشاره بنسبة لا بأس بها ( أكثر من ثلث الأفراد في بعض المجتمعات )
-
الإهمال في تشخيصه : ففي معظم الحالات قد لا يعطي المرض أية أعراض منبهة ، وبما أن الكثير من الناس وخاصة في بلادنا لا يلجؤون إلى إجراء فحص الكشف الدوري ولا يذهبون إلى الطبيب إلا عند إصابتهم بالمرض فإنه في كثير من الأحيان لا يكشف المرض إلا صدفة وقد يكون بشكل متأخر .
-
الإهمال في معالجة الضغط : بالإضافة إلى الإهمال في التشخيص فإن الكثير من المرضى لا يلتزمون بالمعالجة إذ إن الضغط مرض مزمن قد يستوجب من المريض أن يتناول الدواء مدى الحياة ولكنه لا يفعل فيبقى الضغط مرتفعاً وتحصل الإختلاطات.
-
الإختلاطات كثيرة : لكل الأسباب السابقة نرى أن الإختلاطات ( الآثار الصحية السيئة التي تنجم عن ارتفاع الضغط ) تحدث بشكل شائع مثل : الجلطة القلبية ، قصور وفشل القلب ، الجلطة الدماغية ، قصور الكلية .
- ما هو الضغط ?
هو القوة التي تدفع الدم ، ليسير ضمن الشرايين التي تخرج من القلب ، حتى يصل إلى أعضاء الجسم المختلفة فيدخلها حاملاً إليها الغذاء الضروري لاستمرارها في الحياة .
- كيف يتولد ؟
تتولد قوة الضغط من تداخل عدة عوامل :
1- قوة تقلص العضلة القلبية.
2- حجم الدم الذي تضخه العضلة : كلما زاد ارتفعت قيمة الضغط .
3- مرونة الشرايين التي يسير فيها الدم : مع تقدم العمر أو لأسباب أخرى ( هرمونية ، عصبية ) : يقل مرونة جدار الشرايين فيرتفع الضغط .
4- ممانعة أعضاء الجسم لدخول الدم إليها : حين يدخل الدم من الشريان ذو الجدار المرن إلى أعضاء الجسم التي تكون أقل مرونة ( عضلات ، كبد ، طحال ) يجد هناك صعوبة تمثل الممانعة لدخول الدم والتي تدعى ( بالمقاومة الوعائية المحيطية) peripheral vascular resistance . تكون هذه المقاومة أعلى في بعض الأشخاص فيقوم الجسم عبر آليات مختلفة برفع الضغط للتغلب على هذه المقاومة مما يسبب ارتفاع في الضغط .
ما هو أنواع الضغط ؟
* الضغط الانقباضي Systolic BP ويدعى أيضاً الضغط الأعظمي أو الضغط الكبير : وهو القيمة التي يبلغها الضغط أثناء انقباض القلب أي في ذروة عمل القلب .
* الضغط الانبساطي Diastolic BP ويدعى الضغط الأصغري أو الضغط الصغير : وهو قيمة الضغط أثناء استرخاء ( استراحة ) القلب ويتم خلال هذه الفترة دخول الدم إلى داخل الأعضاء ناقلاً إليها الغذاء .
* الضغط الوسطي mean BP
ما هي قيم الضغط ؟
- يقاس الضغط بوحدات خاصة به تدعى الميليمتر الزئبقي (مم ز ) ( وفي بعض الدول يقاس بالسينتمتر الزئبقي سم ).
-
تكون القيمة الطبيعية في :
*
الضغط الانقباضي : 100 - 140 مم ز (10- 14 سم ز ) في الأشخاص الطبيعيين أو 100- 130 مم ز( 10 - 13سم ) في بعض المرضى مثل : السكريين أو ممن أصيبوا سابقاً باحتشاء قلب أو جلطة دماغية .
*
الضغط الانبساطي : 60 - 90 مم ز ( 6- 9 سم ز) في الأشخاص الطبيعيين أو 60 - 85 مم ز ( 6 - 8.5 سم ) في المرضى السكريين أو ممن لديهم عوامل خطورة قلبية .
الضغط المرتفع :
هو بلوغ مستوى الضغط إلى فوق الأرقام التي يعتبر فيها طبيعي .
عادةً ما يترافق حدوث ارتفاع الضغط الانقباضي والانبساطي معاً .
أحياناً يكون الضغط الانقباضي وحده مرتفعاً خاصةً في المسنين ( فوق 55 سنة من العمر ) . أحياناً يكون الضغط الانبساطي وحده مرتفعاً ( في الشباب عادةً ) .
كيف يقاس الضغط ؟
يقاس الضغط بواسطة أجهزة خاصة تدعى بمقياس الضغط ، و يكون للأجهزة أنواع مختلفة :
• جهاز الضغط الزئبقي :
ويعتمد على ارتفاع عمود مادة الزئبق الموجودة في المقياس إلى قيمة معينة لتدل على قيمة الضغط .
• جهاز الضغط الهوائي :
وتستعمل ضغط الهواء لتحريك المؤشر الدال على القيمة .
• جهاز الضغط الإلكتروني :
يتم باستعمال ضغط الهواء وسماعة خاصة مثبتة داخله ، وله أنواع حسب مكان تثبته ( المرفق ، المعصم ، الإصبع ).
1) وضعية المريض :
* يجب أن يكون المريض مرتاحاً ( يجب أن يكون قد أمضى عدة دقائق في وضعية الراحة ).
* يفضل أن لا يكون المريض قد دخن أو شرب القهوة أو انفعل لنصف ساعة على الأقل قبل القياس .
* عادةً ما يقاس الضغط والمريض جالس على الكرسي وذراعه مرتاحة إلى الطاولة بجانبه.
* يمكن قياس الضغط في وضعيات أخرى حسب الحاجة التي يقررها الطبيب : حيث يمكن أن يكون المريض مستلقياً أو واقفاً .
* يقاس الضغط عادةً من الذراع اليمنى للمريض ويكون الطبيب واقفاً إلى الجانب الأيمن منه .
* في أول زيارة للطبيب يقاس الضغط في الذراعين الأيمن والأيسر .
2)كيفية القياس :
* تلف القطعة القماشية ( الكم ) حول ذراع المريض في منطقة العضد .
* وضع السماعة ( في المقياس الزئبقي أو الهوائي ) فوق النبض الذي يشعر به الطبيب في المرفق ، ويجب التأكيد على أن لا توضع السماعة تحت القطعة القماشية وأن تكون بعيدة عنها بمقدار 1-2 سم على الأقل ، لأن هذا قد يتدخل في دقة القياس .
* ينفخ المقياس بواسطة المنفاخ ( الطابة ) إلى قيم عالية ثم تخفض القيمة بالتدريج إلى أن يبدأ الفاحص بسماع الصوت والذي يمثل مرور الدم ويعبر عن قيمة الضغط الأعظمي ويستمر الصوت خلال الخفض ( تنفيس المنفاخ ) إلى أن يختفي ، وهنا يمثل الرقم الذي يظهر على المؤشر الضغط الانبساطي ( الأصغري ) .
* إذا كانت قيمة الضغط مرتفعة يفضل إعادة قياس الضغط في يومين مختلفين قبل تشخيص حالة ارتفاع الضغط والبدء بالعلاج ( إلا إذا كانت قيمة الضغط مرتفعة بشكل شديد عندها يبدأ العلاج فوراً ).
ماهي أسباب ارتفاع الضغط ؟
أ - في الحالات الأقل ينجم ارتفاع الضغط عن مرض أو تغير ما في الجسم ويدعى هنا ارتفاع ضغط ثانوي secondary HTN أي التالي لسبب والذي يمكن أن يكون :
• مرض الكلية : التهاب ، قصور كلية ، تضيق في شريان الكلية .
• أمراض الغدد : مثال : الغدد فوق الكلية ( الكظر ) حين تصاب بزيادة الإفراز ، الغدد الدرقية.
• أمراض القلب : كمرض الدسام الأبهري وإصابته بقصور ( عودة الدم غير الطبيعية عبر الدسام بالاتجاه الراجع نحو القلب . تضيق برزخ الأبهر (تضيق موضع في الأبهر والشريان الرئيسي الذي يحمل الدم خارجاً من القلب ).
ب - ارتفاع الضغط الأولي أو البدئي primary ( esential ) HTN : ويشكل معظم حالات ارتفاع الضغط
• السبب هنا غير محدد بدقة ( مجهول ) : بقي هذا الاعتقاد سائداً لعشرات السنين .
• يعتقد الآن أن السبب يكمن في ارتفاع المقاومة المحيطية ( ممانعة أعضاء الجسم لدخول الدم إليها ) لأسباب :
1 - وراثية
2 - إفراز مادة أندوتيلين التي تم اكتشافها من جدار الشرايين .
3 - سوء وظيفة بطانة الشرايين الناجمة عن حالات مرضية ( سكري ، مدخن )
4 - زيادة إفراز هرمون الأدرنالين ( التوتر ، القلق والتعصيب ... ) ويترافق ارتفاع الضغط مع تسرع النبض هنا .
ماهي الفحوصات التي يطلبها الطبيب ؟
عادةً ما يجري الطبيب الفحوصات المختلفة لتحديد السبب لأن ذلك يساعد على إعطاء العلاج الصحيح للمريض إذا أمكن تحديد السبب .
تتضمن هذه الفحوص :
• الفحوصات السريرية .
• فحص الدم لكشف التغيرات المخبرية التي يمكن أن تشير إلى سبب محتمل ( كلية ، غدد )
• فحص البول .
• تخطيط قلب كهربائي .
• صورة شعاعية بسيطة للصدر .
• ايكو القلب ( يفيد في التوجه نحو السبب ويوضح الخطة للمعالجة المناسبة ) .
كيف يشعر المريض بأن لديه ارتفاع ضغط ؟
* للأسف فإن كثير من المرضى لا يشعر بأية أعراض ، أو أن أعراضه تكون خفيفة فيتجاهلها مما يؤخر كشف المرض وأحياناً إلى ما بعد حدوث مضاعفات في للجسم .
* يشعر بعض المرضى ب :
• صداع .
• تعب عام وإرهاق .
• نزف الأنف أحياناً ( أو العين )
• أعراض المضاعفات : جلطة دماغية ، قلبية ، علامات قصور كلية .
ماهي مضاعفات ارتفاع الضغط ؟
هي حالات غير طبيعية تنجم عن ارتفاع الضغط وإهمال معالجته وتشمل :
• ضخامة في عضلة القلب .
• قصور وفشل في عمل القلب .
• حدوث تضيق في الشرايين الإكليلية المغذية للقلب أي مرض نقص تروية القلب والذي عادةً ما ينتهي بحدوث الاحتشاء (الجلطة) واختلاطاتها المحتملة .
• حدوث تضيق في الشرايين السباتية المغذية للدماغ (يحدث فالج شقي وشلل ) وفي شرايين الطرف السفلي ( جلطة في الطرف ) أو الكلية أو بقية الأعضاء .
• قصور في عمل الكلية .
• نزوف ضمن شبكية العين .
معالجة الضغط :
* بعد إجراء القياسات المختلفة والتأكد من وجود حالة ارتفاع ضغط الدم الشرياني يلجأ الطبيب إلى المعالجة .
* يجب التأكيد على المريض أن الحالة مزمنة ويحتاج في الوقت الحالي إلى تناول الدواء الموصوف بشكل دائم دون انقطاع .
• المعالجة غير الدوائية :
وهي ضرورية مع أو بدون دواء ويجب على المريض :
-
إنقاص الوزن في زائدي الوزن يؤدي إلى خفض قيمة الضغط (إنقاص 1 كغ تخفف 1مم من الضغط ).
-
الإكثار من الخضار والفواكه وتقليل الأطعمة الدسمة .
-
الملح : يمكن أخذ حاجة الجسم من الملح مع الطبخ المعد ( يمكن تناول الطبخ مع العائلة دون انقاص الملح )، ولكن يجب عدم إضافته إلى ( البندورة ، الخيار ، ...) أو تجنب الأطعمة المحفوظة المالحة ( مخلل ) .
-
تجنب الكحول .
-
ممارسة الرياضة : وأبسطها المشي فقد ثبت أن ممارسة المشي المنتظم ( نصف ساعة على الأقل 3-5 أيام بالأسبوع ) يؤدي إلى خفض قيمة الضغط المرتفعة .
-
ضبط عوامل الخطورة الأخرى ( إيقاف التدخين ، ضبط الكولسترول والشحوم في الدم ، ضبط سكر الدم )
- اللجوء إلى الاسترخاء والراحة البدنية والفكرية وأخذ الإجازات وتجنب الانفعال والشدة النفسية ما أمكن .
ثبت حالياً أنه يمكن خفض الضغط بتناول :
- القليل من الشوكولا السوداء .
- تناول القهوة ( 2 - 4 فناجين ) باليوم عكس ماكان يظن سابقاً .
كما تبين أن تناول 4 فناجين من شراب الكولا يؤدي إلى رفع الضغط الشرياني .
المعالجة الدوائية :
• هناك مجموعات دوائية مختلفة يختار الطبيب منها ما يناسب المريض تتضمن الأدوية مايلي :
1 - حاصرات الكلس CCB ( نورفاسك ، دلتيازم ... )
2 - حاصرات بيتا BB ( تينورمين ، هيوبريسور ، نبيليت ، بيزوكور ... )
3 - مثبطات الخميرة القالبة للأنجيوتنسين ACEI ( كابوتين ، زيستريل ، أنابريل ، كوفرسيل ... )
4 - حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARBS ( ديوفان ، هيبوزاد ، ... )
5 - المدرات .
6 - حاصرات الفا
7 - حاصرات الرينين ( زمرة جديدة )
8 - الأدوية المركزية التأثير .
حالياً يتم تطوير لقاحات أو أدوية وراثية كما تجرى التجارب على استعمال بطاريات كهربائية تزرع تحت الجلد لحفظ الضغط .
• عادةً ما يبدأ الطبيب بإعطاء دواء واحد ويتم ضبط الضغط في 50% من الحالات إلا أن 30% يحتاجون إلى دوائين لضبط الضغط بينما يحتاج 15% إلى ثلاث أدوية وفي 5 % يكون ضبط الضغط صعباً مهما استعمل من أدوية ).
• يجب إعطاء الدواء وقتٍ كافٍ للحكم على أنه لم يضبط الضغط ( قد يستغرق هذا إلى شهر كامل )
• إذا لم يتم الضبط يمكن زيادة الجرعة أو إضافة دواء آخر .
• هناك آثار جانبية وهي آثار غير مرغوب بها قد تحدث نتيجة استعمال أي دواء ، ولكنها قليلة الحدوث وقابلة للتراجع عند إيقاف الدواء ، لذا يجب أن لا يمنعنا الخوف من حدوثها إلى عدم إعطاء الدواء وعدم الحصول على الفائدة المرجوة منه في الغالبية العظمى للمرضى .
• عند حدوث التأثيرات الجانبية يجب التأكيد على المرضى عدم إيقاف الدواء ومراجعة الطبيب فور حدوث ذلك .