مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
التهاب السحايا البكتيري لا يزال يشكل تهديدا خطيرا للصحة في العالم، إذ يحدث بسببه ما يقدر بـ170 ألف وفاة سنوية في جميع أنحاء العالم.
وحتى مع وجود المضادات الحيوية، وتوافر العلاج المتطور والعناية المتخصصة، فإن معدلات الوفيات مازالت بنسبة 5-10 في المائة في العالم النامي وأعلى بنسبة أكبر في الدول المتقدمة.
وإذا نجا المصاب من الموت فهنالك 10-20 في المائة من الناجين تصيبهم آثار دائمة مثل الصرع والتخلف العقلي أو الصمم».
منظمة الصحة العالمية
الالتهاب السحائي مرض يصبب الأغشية التي تحيط بالمخ والنخاع الشوكي أي ما تسمى بالـ«سحايا».
ويشكل التهاب السحايا مشكلة صحية خطيرة، يمكن أن تؤثر على جميع الأعمار، ولكنه أكثر خطورة في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات لأنهم أكثر ضعفا.
ويشير المركز الأميركي لمراقبة الأمراض والوقاية منها إلى أن هنالك نحو 20 في المائة من المصابين تظل معهم عواقب المرض لمدة طويلة الأمد، وهناك احتمال أن 10 إلى 12 في المائة يموتون منه كل عام.
وفي أميركا ترصد ما يقارب من 3000 حالة من السحايا كل عام. وتقدر مؤسسة أبحاث التهاب السحايا البريطانية أن هناك 3500 حالة من حالات التهاب السحايا البكتيري وتسمم الدم في كل عام في بريطانيا وايرلندا.
في دراسة أجرتها وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية لتحديد مدى انتشار التهاب السحايا الجرثومي بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات شملت 172 ألف طفل، تبين وجود 208 حالات من التهاب السحايا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعلى نسبة إصابات التهاب السحايا تحدث في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء وتمتد من السنغال إلى إثيوبيا وتعرف هذه المنطقة باسم «حزام الالتهاب السحائي».
ويتسم حزام التهاب السحايا بالمناخ الجاف، والعادات الاجتماعية التي تساعد في استيطان المرض، مثل الاكتظاظ السكاني.
وقد تعرضت قارة أفريقيا في عام 1996 لاندلاع أكبر وباء لالتهاب السحايا، حيث أصيب أكثر من 250 ألف شخص، وحدثت 25 ألف حالة وفاة. وكانت بوركينا فاسو وتشاد وإثيوبيا والنيجر أكثر البلدان تضررا بالوباء.
كيف يحدث التهاب السحايا؟
التهاب السحايا عند الأطفال يمكن أن يكون إما نتيجة التهاب فيروسي أو بكتيري. ومن المهم جدا معرفة سبب المرض بكتيريا كان أم فيروسيا لأنه يؤثر على حدة المرض وكذلك العلاج.
وعادة ما تكون العدوى الفيروسية أقل حدة من البكتيرية ولا تحتاج إلى معاملة خاصة، بينما التهاب السحايا البكتيري يمكن أن يكون له عواقب ضارة.
هناك أكثر من 50 نوعا من البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا.
والأنواع الأكثر شيوعا هي:
1- بكتيريا المكورات السحائية (Neisseria Meningitides): تسبب هذا النوع من البكتريا الالتهاب السحائي الوبائي أو المنغوكوكي وهو أكثر أنواع الالتهاب شيوعا وهو النوع الوحيد الذي يمكن أن يتسبب في إحداث وباء.
وتوجد هذه البكتريا في البلعوم الأنفي كأحد الميكروبات الطبيعية الموجودة في جسم الإنسان بنسبة تصل إلى 40 في المائة.
وتنتقل البكتريا من إنسان إلى إنسان عن طريق اللعاب والإفرازات الأخرى للجهاز التنفسي مثل السعال، والتقبيل.
وكمثال ممكن أن تنتقل العدوى بين الأطفال عن طريق مضغ اللعب. وفي الغالب يبدأ المرض بأعراض عامة مثل الإرهاق، الذي يمكن أن يتطور بسرعة إلى حمى وصداع وتصلب في الرقبة ثم إلى غيبوبة والوفاة، حيث تحدث الوفاة في حوالي 10 في المائة من الحالات.
ويوجد 12 شكلا مختلفا من بكتيريا المكورات السحائية، والأكثر شيوعا هو نوع أيه، وبي، وسي و W135.
2- بكتريا الهيموفليس إنفلونزا (Haemophillus Influenzae): هي أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب السحايا البكتيري لدى الأطفال.
وهو أكثر أنواع التهاب السحايا عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات في كثير من البلدان، ونتيجة لتوافر التطعيم المناسب لهذه البكتريا أصبحت نسبة الاصابة أقل بكثير خاصة في الدول المتحضرة.
3- بكتيريا المكورات العقدية (Streptococcus Pneumoniae ): تسبب هذه البكتيريا التهابات الجهاز التنفسي عند الأطفال والكبار وكذلك التهاب السحايا.
وعادة توجد في الأنف والحنجرة عند 10 إلى 40 في المائة من الأشخاص الأصحاء من دون أن تتسبب في أي أعراض للمرض لديهم.
ومن أهم صفات التهاب السحايا عن طريق هذه البكتريا أنه لا يكون معديا. وهي تصيب في معظم الحالات، الأطفال الذين يقل عمرهم عن سنتين، أو البالغين الذين يعانون من نقص المناعة.
أعراض التهاب السحايا
أعراض التهاب السحايا البكتيري يمكن أن تتطور بسرعة، وغالبا في غضون ساعات، ولهذا من الضروري سرعة تشخيص المرض ليكون العلاج مؤثرا.
وتختلف الأعراض وشدة المرض من طفل إلى آخر ولكن الأعراض الأكثر شيوعا هي:
- عند الرضع والأطفال الصغار
- قد يكون الطفل معكر المزاج، ويبكي كثيرا
- رفض الطعام
- بعض الأطفال الرضع قد يظهر عندهم انتفاخ أو تضخم في اليافوخ (Anterior Fontanelle)
- شحوب الجلد
- ارتفاع درجة الحرارة
- خمول أو قلة الحركة
- تيبس جسم الطفل أو أن يكون مترهلا.
- الأعراض في الأطفال الأكبر سنا
- ارتفاع درجة الحرارة ووجود حمى عالية
- صداع حاد
- تصلب الرقبة
- الحساسية من الضوء الساطع
- الخمول
- تعكر المزاج أو التوتر
- القيء
- آلام في العضلات
- الإسهال في بعض الأحيان قد لا تكون أعراض التهاب السحايا واضحة، ويمكن أن تبدو مثل الإنفلونزا العادية أو البرد.
تشخيص وعلاج التهاب السحايا
عادة يتم تشخيص التهاب السحايا بعد إجراء العديد من الفحوصات المختبرية. والفحص الأساسي يتطلب ثقبا في أسفل الظهر، حيث يتم الحصول على السائل الدماغي للطفل وتحليله في المختبر.
كما يمكن أن يجري الطبيب بعض الفحوصات الأخرى مثل فحص البول والدم وإجراء الأشعة للصدر.
ينطوي العلاج على تعويض جسم الطفل الماء الذي فقده، وإعطائه المضادات الحيوية المناسبة حسب نوع الميكروب المتسبب للالتهاب.
بالإضافة إلى الأدوية التي تحد من الحمى والألم. ومن المهم جدا أن إدارة العلاج والخطة الموضوعة له تعتمد كثيرا على شدة المرض وعمر الطفل ونوع البكتريا.
مضاعفات التهاب السحايا
كما ذكر آنفا، فإن التهاب السحايا الجرثومي يمكن أن يتطور بسرعة في غضون ساعات وقد يؤدي إلى الوفاة بالرغم من الرعاية الطبية المتقدمة.
وقد يحدث تسمم الدم وهو أكثر خطورة لصحة الطفل.
وإذا تعافي الطفل من إصابة التهاب سحايا الحاد، قد تكون هناك إعاقة على المدى الطويل نتيجة للإصابة، بما فيها مشاكل في النظر والسمع، والشلل والصرع والتخلف العقلي.
ولكن في الإصابات الخفيفة عادة ما يحدث شفاء كامل دون أي تعقيدات.
دور الوالدين
مما لاشك فيه أن فكرة الاصابة بالتهاب السحايا مرعبة للوالدين فالتهاب بطانة الدماغ والحبل الشوكي يمكن أن يجعل المرض خطيرا جدا ويمكن أن تكون له مضاعفات متعددة، ما لم يعالج فورا وبشكل فعال.
كوالدين نحتاج دائما إلى توخي الحذر واليقظة لضمان رفاهية وصحة اطفالنا. لذلك يجب علينا أن نتأكد من تطعيم أطفالنا ضد التهاب السحايا المتوافر.
لا تتردد أبدا أن تأخذ طفلك إلى المستشفى في حالة الاشتباه في التهاب السحايا. فعلى الرغم من شدة الالتهاب السحائي إلا أنه مرض يمكن معالجته، وكلما شخص مبكرا كلما كانت نتائج العلاج أفضل.
تذكر أن كل دقيقة مهمة، ويمكن أن تكون لها تأثير فعال ومدهش لطفلك.
كيف يمكن أن يحدث الوباء؟
يحدث انتشار المرض خلال موسم الجفاف بسبب الرياح والغبار في أعلى الجهاز التنفسي والإصابات الناجمة عن الليالي الباردة، فيؤدي ذلك إلى خفض حصانة البلعوم مما يزيد من خطر التهاب السحايا. وفي نفس الوقت يزداد انتقال العدوى بسبب الاكتظاظ في المساكن ووسائل النقل العامة.
كيف ينتشر التهاب السحايا من شخص لآخر؟
ينتقل المرض من شخص لآخر عن طريق رذاذ التنفس أو إفرازات الحلق. والمعايشة والتلامس وتقاسم أواني الأكل أو الشرب تزيد من انتشاره. ويكون متوسط فترة الحضانة 4 أيام، وعادة تتراوح من يومين إلى 10 أيام.
من هم المتأثرون؟
التهاب السحايا يمكن يصيب الناس من جميع الأعمار. ورغم أن الأبحاث تظهر أن بعض الفئات العمرية أكثر عرضة من غيرهم. وهم الأطفال الأقل من 5 سنوات، 16 الى 25 سنة، وفوق سن 55.
كيف يمكن تفادي التهاب السحايا؟
حاليا ثمة لقاحات ضد بكتيريا الهيموفليس إنفلونزا وبكتيريا المكورات السحائية «سي» و بكتيريا المكورات العقدية.
فهذه اللقاحات متاحة في البلدان المتقدمة، حيث إنها موضوعة داخل برامج التحصين لأطفالهم. ولكن معظم البلدان توفر لقاحات ضد الهيموفليس إنفلونزا، التي قللت من حالات التهاب السحايا الناجم عن هذه البكتيريا بنسبة 90%.
ما هي مخاطر فحص الثقب في أسفل ظهر الطفل؟
الثقب في أسفل الظهر ليس خطرا على الطفل وهو الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تقرر ما إذا كان الطفل مصابا بالتهاب السحايا أم لا.
وهو إجراء بسيط حيث يتم إدخال إبرة في أسفل الظهر بعد وضع مخدر موضعي للحصول على السائل، لإجراء الفحوص المخبرية للتأكد من وجود الكائنات الحية الدقيقة أو عدمها.