تجميل الأسنان يعيد «الابتسامة» للشفاه وتدر الملايين على الأطباء

تجميل الأسنان يعيد «الابتسامة» للشفاه وتدر الملايين على الأطباء

القاهرة : مروةمجدي
هل يمكن تصديق أن عمليات تجميل الأسنان باتت أغلى من عمليات تجميل الثدي أو البوتوكس وما شابهها؟ نعم فهذه هي الحقيقة التي تؤكدها الأرقام والأسعار. فما لم يعد يخفى على أي منا أهمية الابتسامة وسحرها الذي تغني به العديد من الشعراء، وأصبحت الآن في متناول أي شخص تسمح له إمكانياته بشرائها. وما تتداوله الأوساط البريطانية حاليا أن مهنة تجميل الأسنان أصبحت من اكثر المهن التي تدر أرباحا على ممارسيها. فالعديد منهم كسبوا الملايين من ورائها. يقول سوني لوثرا ،36 سنة، الذي أصبح نجما تلفزيونيا ويدير مركزا بهارلي ستريت، أن تبييض الأسنان وحده (400 جنيه استرليني) يحقق أرباحا كبيرة لما شهده من إقبال واسع من طرف النجوم وأيضا الشخصيات السياسية، التي فطنت إلى أهمية الابتسامة وتأثيرها الكبير. ويضيف أن الفضل في امتلاكه عدة بيوت في نيو دلهي وبيته الفخم في لندن، إضافة إلى ثلاث سيارات من آخر طراز، بورش، ليكسس وجاغوار، يعود إلى زيادة الإقبال على تجميل الأسنان. ويبدو ان حمى الحصول على اسنان متراصة وابتسامة بيضاء لا تقتصر على من يقدر على شرائها، بدليل أن الكثير من الأشخاص الأقل حظا من الناحية المادية، يضطرون أحيانا للإدخار أو الاقتراض من اجل تحقيق حلمهم هذا. فالمثل الشعبي الذي يقول «ذل النفوس في وجع الضروس» لم يعد يعني الألم العضوي للاسنان فحسب، بل أيضا ما تسببه الأسنان المعوجة أو الصفراء من ألم النفسي يجعل البعض يحجم عن الضحك ومداراة الابتسامة باليدين وغير ذلك من التصرفات التي تشير إلى عدم ثقتهم بأنفسهم. وليس أدل على ذلك من حالة منى وهي «عروس» صغيرة رفضت في ليلة العمر تصويرها فوتوغرافيا او بالفيديو لأن اسنانها تعاني من فراغات كبيرة مما يجعل شكلها غير مقبول بالنسبة لها وتبدو في الصور وكأنها فراغات سوداء. وقد كان عدم التصوير شرطا اساسيا لإتمام مراسيم الحفل. وحالة منى ليست شاذة بين قريناتها، فنانسي حالة مماثلة جعلها شكل أسنانها لا تبتسم امام الاخرين في الجامعة، وتحاول قدر الإمكان زم شفتيها او وضع يديها على فمها كلما طرح عليها أي أحد سؤالا يستوجب منها الرد، الأمر الذي بات يؤرقها ويدفعها إلى العزلة. لحسن الحظ أنها في النهاية قررت الذهاب لعيادة طبيب الاسنان لعلها تجد الحل لحالتها على يد متخصص يعطيها الابتسامة التي ستعيد لها الثقة بالنفس. لكن إذا كانت نانسي تنتمي إلى شريحة تستطيع تحمل تكاليف هذه العمليات التجميلة فان الغالبية لا تقدر، وإن كان لكل طبقة ما يناسبها مع اختلاف الجودة والكفاءة التي تكون اقل بكثير. فـ«تكلفة هذه العمليات قد تصل الى 2000 جنيه مصري لمجرد وضع غلاف «طربوش» ـ بورسلين لسن واحدة، وهو الامر الذي لا تقدر عليه الغالبية» كما يؤكد استشاري طب الفم وجراحة الاسنان والتركيبات الثابتة د. احمد امين الذي يضيف ان هناك طرقا مختلفة لتجميل الاسنان بأسعار متباينة. فهناك مثلا «الحشوات» التجميلية من البورسلين، الذي يعتبر من الأنواع الجيدة التي ينصح بها، سواء في تركيب طربوش او في عمل حشوة بين الاسنان عندما يزال جزء منها بسبب التسوس، فضلا على استخدام التقنية الحديثة بواسطة اجهزة cerec 3 التي تعطي جودة عالية، تكون نتيجتها اسنانا بمظهر طبيعي وتتم في دقائق معدودة وخلال نفس الزيارة. ايضا الـ veneer ، وهو طبقة من البورسلين اشبه بشكل الاظافر تلصق على الاسنان الامامية غالبا باستخدام نفس الجهاز وتعطي شكلا جميلا ايضا.
إضافة إلى تركيبات البورسلين المفرغة من الداخل، وهي اجود الانواع واغلاها ويقبل عليها الفنانون وأبناء الطبقة الراقية.
هذا عدا عن استخدام جهاز التقويم لاعوجاج الاسنان Braces للاطفال بعد سن الـ 12 عاما وفي حالات نادرة يستخدم قبل سن 12 في حالات بروز الفك. وهو ما يفضله العديد من أطباء الأسنان، حتى في سن صغيرة لان بعد ذلك لا يتحقق التقويم سوى بالتدخل الجراحي، الذي لا يعتبر مكلفا فحسب بل أيضا مؤلما. الملاحظ والطريف أن الاهتمام بجمال الاسنان، كما عمليات التجميل الأخرى، وصل لدى البعض إلى حد الهوس، وتعدى بالنسبة لهم مجرد الحصول على ابتسامة جميلة إلى نوع من الفانتازيا أو إثبات الذات، وذلك باستخدام اشكال مختلفة عليها، كوضع صور نجوم وقلوب أو اسماك من الذهب او الماس الحر فوقها للفت الانتباه وهو ما تقبل عليها الفتيات من سن 18 الى 22 سنة ويطلق عليها tooth jewelry وتوضع بشكل مؤقت لمدة 6 شهور في حالة الذهب او الماس غير الحر الذي يتكلف 2000 جنيه. اما الماس الحر فتبلغ تكلفته عشرة الاف جنيه مصري، ويتم وضعه بشكل دائم بحفر مكان صغير بحجم القطعة بداخل السن. لكن تبقى هذه حالات متفرقة وقليلة مقارنة بالعمليات التي أصبحت بالمقارنة تقليدية.