لقاح مرض الإيدز .. معجزة طبية قد تتحقق
مركز أسنان الدولي
https://www.assnan.com
الإيدز، متلازمة نقص المناعة المكتسب، هو الداء الأسود في هذا العصر، حيث قتل 20 مليونا من البشر واصيب بفيروسه، الذي يؤدي إلى وفاة بطيئة، 38 مليونا آخرين. لقد دمر أفريقيا والآن يتزود بموطئ قدم له في آسيا، ويصيب الرجال والنساء حول الكرة الأرضية.
هل أجدى هذا التهديد العالمي؟
ولماذا لم ينتج العلماء رصاصة السحر التلقيحي بعد؟
فالجدري وشلل الأطفال والحصبة والحمى الصفراء قد استؤصل بعضها، وتم الحد من انتشار عدوى البعض الآخر منها بفضل العقاقير، فلماذا لم تنجح البحوث الطبية والضغوط السياسية ودعم الحكومات في إنتاج لقاح للإيدز؟
فيروس جهنمي
ليس هناك جواب بسيط على هذه التساؤلات. وإنما هناك سؤال يجب أن يناقش في عالم الإيدز، وقد سبق أن طرحته احدى الصحف الاميركية الكبرى أخيرا، ألا وهو: ما هي الطرق الأفضل في إنفاق ملايين الدولارات والموارد النادرة على وباء هارب؟
يعلق على ذلك الدكتور نشأت النفوري المتخصص في التقنية الحيوية وأنظمة الجودة وصحة البيئة قائلاً إن فيروس الإيدز يعتبر فيروسا من جهنم، بالنسبة للعلماء، لأنه دائم التحول ويتغير باستمرار وهذا في حد ذاته ينسف أي مخطط أساسي يحتاج إليه مصممو اللقاحات. وقد حاول الباحثون طرقاً عدة ومنها تأليف أجسام مضادة لتصنيع لقاحات أخرى ومن ثم محاولة استفزاز جهاز المناعة الخلوية بحقنها.
وحتى يومنا هذا يوجد هناك 22 لقاحا مرشّحا للتجارب الإكلينيكية (السريرية) على الإنسان، لكن لا يوجد وعد بتقدم ضخم.
هناك تجربة حديثة ونموذجية واحدة يتم اختبارها الآن في كينيا. إنها لقاح واعد أعطى فعالية في 20 بالمائة من الحالات، وما لم تتحسن الأرقام في الاختبارات الإضافية، فقد يلقى بهذا اللقاح جانبا كسابقيه وتتوقف التجربة.
إن هذه النتائج، مع تخبطات مماثلة في دراسات سابقة، جعلت لقاح الإيدز موضع خلاف. ولكن يوجد هناك في الطرف الآخر متفائلون مثل هيئة المبادرة الدولية للقاح الإيدز، التي تدعو للحاجة إلى كثرة الأبحاث. ويعتقدون أن بحثا كهذا سوف يكلف أكثر من بليون دولار ويمتد على الأقل لعقد من الزمن، ورؤيتهم هي أنه «بدون اللقاح لن يكون هناك أمل».
يقول هؤلاء المؤيدون إن برامج الوقاية الحالية ووجود عقارات لتخفيف أعراض المرض غير كافية ومرضية نظرا لتزايد عدد الحالات وارتفاع معدل الإصابات.
وهناك آخرون لم يتبعوا وجهة النظر هذه وقالوا لندع البحث يستمر، ولكن بدون السماح لنضوب ميزانيات برامج الوقاية والعلاج. وبدون تخفيف جوهري للضرائب أو الاسهاب في الإعانات الحكومية لن تضع شركات الأدوية الكبيرة استثماراتها في مجال البحث المستمر والتطوير المكلف عن لقاح ممكن أن يكون عقيما كما هو الحال الآن.
وإذا تخيلنا العثور على عقار سحري، فماذا سيكون سعره ومن يتحكم فيه؟
يوضح الدكتور نشأت النفوري أن موضوع اللقاح استحوذ على انتباه عدد قليل من الحضور في مؤتمر الإيدز في بانكوك في يوليو (تموز) 2004 لأن مشوار تحقيقه بعيد المدى.
وأضاف أن هناك حلا وسطا يحتاج لدفاع، ألا وهو أن اللقاح يجب أن يصمم ولكن بحدود معروفة، ومع أن كل اللقاحات تعطي حماية كاملة من عدوى المرض إلا أن هذا لا ينطبق على فيروس الإيدز.
الباحثون يتوقعون أن لقاح الإيدز المرتجى سوف يكون محدودا لمنظور التقليل من العدوى وليس منعها بالكامل.
هذه الرؤية المتواضعة للقاح الإيدز سوف تعمل على الحد كثيرا من انتشار المرض ولكن عندها يكون الفيروس قد استوطن على الرغم من أنه لا يقطن الجسم بشكل كامل نتيجة اللقاح.
وهذا له تأثير سلبي في صعوبة تفهم العامة من الناس له، وهم الذين انبهروا بسرعة التطورات والإنجازات في المجالات الطبية المعاصرة وتوقعوا الكثير في زمن قصير، فكانت الصدمة قاسية بتقبل بشاعة استيطان هذا الفيروس المرعب الفتاك.
منذ بداية الثمانينات، عندما اكتشفت أول حالة إيدز، حير هذا المرض الباحثين ومن السذاجة أن ننتظر معجزة على الرغم من أن طرق احتوائه في صندوق محكم ممكنة.
خيارات أخرى
فيروس نقص المناعة المكتسب، الإيدز، المتجدد النشوء، يجب أن يشجع المهتمين بالتخطيط للصحة العامة أن يكونوا قابلين للتكيف مع الواقع على حد سواء، فاللقاح أمنية تستحق التفكير ولكنها ليست هي الخيار الوحيد.
فهناك خيارات أخرى لمحاربة الإيدز مثل:
ـ قاتلات الجراثيم (Microbicides) والتي هي عبارة عن رغوة أو جيلاتين قاتلة للجراثيم تستخدم بواسطة المرأة للتقليل من مخاطر نقل العدوى الجنسية.
ـ الخطة أ ـ ب ـ ت الأبجدية (ABC) وهي: ـ الامتناع عن المعاشرة غير الشرعية.
ـ أن تكون صادقاً عند الإصابة بالعدوى مع الآخرين واتخاذ سبل منع نشر العدوى.
ـ استخدام الموانع الواقية.
هذا العرض يشار إليه بأنه «اللقاح الاجتماعي» ولذي سخر منه البعض لتأكيده غير الواقعي، حسب وجهة نظرهم، على العفة فقط. وبما أن النساء هن الأكثر تعرضاً للمرض بحكم طبيعتهن لكن ليس لديهن القدرة الكافية على منع العدوى أو الإصابة بالمرض حسبما أفادت الدراسات في آسيا وأفريقيا.
ولكن هذه الخطة غير عالية التكلفة وتلقى الدعم من الإدارة الأميركية وبعض قادة الدول الأفريقية.
ـ هناك أفكار أخرى اختبرت كاستعمال الدواء الرخيص لكبح داء القوباء التناسلي (Genital Herpes) وهو طفح جلدي يساعد على انتشار الإيدز وبذلك ساعد على تقليل انتشار العدوى.
اللقاح وأهميته
لو أمكن أن يوجد قريباً وأصبح قيد الاستعمال في العالم بشكل واسع، سوف يحمي الكوكب من طاعون ربما قد يقتل 70 مليونا بحلول عام 2020. إلا أن العالم لا يستطيع أن ينتظر معجزة طبية والنهاية لا بد من الاستمرار في البحث عن طرق مختلفة للسيطرة على انتشار مرض الإيدز!
ومن وجهة نظره، يرى د. نشأت النفوري أن العفة والشرف والتمسك بأخلاق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه الطاهرة في بناء روابط اجتماعية قويمة وتدعيمها علميا بالطرق العلاجية الناجحة وتفعيل برامج وقاية على أرض الواقع هي الطريق الأسلم لعالمنا الإسلامي لمنع انتشار العدوى في مجتمعاته وحماية الإنسانية أجمع.